يسري الفخراني
يسري الفخراني


يسري الفخراني يكتب: الحِرّف اليدوية  آخر قصص الحب!

أخبار اليوم

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 10:32 م

أتمنى أن نحتفظ بآخر ماكينة لصناعة الطربوش فى الغورية قبل أن تصدأ، وأن نقدم للأسطى حسين كل الامكانات المطلوبة ليكون ناظر مدرسة لتعليم حرفة التكفيت بالفضة (النقش بخيوط الفضة على النحاس) وأن ندعم حسن هدهد لتستمر صناعة نفخ الزجاج فى الفرن بطريقة يدوية!

كنا نملك مايقرب من مائة حرفة يدوية مصرية بأسرارها واسطواتها، اليوم نملك النصف ونملك أقل من ألف حرفجى فى كل هذه المهن، أما الأسطوات الكبار فهم أقل من ذلك بكثير، يملكون السر والحرفة!

اندثار الحرف اليدوية هى نهاية لألف سنة من صناعة فيها روح الصانع، والحلول ليست بإقامة معرض لمنتجاتهم ولكن إقامة مدينة كاملة تجمع كل صناع وصنايعية واسطوات وأساتذة هذه الحرف، مدينة دائمة الصخب بدقدقة صنايعى النحاس والفضة ونول السجاد وكبسة الطربوش وصنعة الأوانى والفوانيس والحلى والمشغولات.

هذه المدينة الصغيرة التى يمكن أن تقام بالقرب من الفسطاط ويوازيها شارع لكل الأطعمة المصرية التقليدية قادرة أن تكون نقطة سياحية نشيطة ومثمرة ومدهشة.
أرجو أن يقوم السيد وزير الصناعة بعمل شجاع والقفز على كل المعوقات وعلى كل الأزمات وحتى على كل الأحلام الصغيرة، وينفذ مشروع طموح يعيد الروح لحرف يمكنها أن تدير فى العام مايقرب من ثلاثة مليارات دولار!

لدينا كل الامكانات لاستعادة مكانة مستحقة فى هذا المجال من دول سبقتنا وحققت سياحة شراء المنتجات اليدوية أو تصديرها. فالحرف اليدوية فى بلاد مثل المغرب والهند وباكستان تُصنع للاستهلاك فى أوروبا بشكل كبير وليست للاستهلاك المحلى كما نفعل فى مصر!

على سبيل المثال قطعة الخيامية التى يصنعها الأسطى فى شهر مثلا وتباع هنا بمبلغ ٣ آلاف جنيه بصعوبة، تباع فى أوروبا بألف يورو!
يجب أن نعامل الحرف اليدوية بما يليق بها ومايساوى قيمتها ونساند كل صانع ماهر من أجل التصدير أيضا.
كل قطعة من الحرف اليدوية فيها نبض الصانع وروحه، تعيش معه بالأيام والأسابيع قبل أن تُصبح مكتملة، إنها قصة حب كاملة وجميلة تستحق أن نبارك لها!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة